روائع مختارة | روضة الدعاة | الدعاة.. أئمة وأعلام | من أعلام التابعين.. داود بن نصير الطائي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > الدعاة.. أئمة وأعلام > من أعلام التابعين.. داود بن نصير الطائي


  من أعلام التابعين.. داود بن نصير الطائي
     عدد مرات المشاهدة: 3341        عدد مرات الإرسال: 0

نسبه وقبيلته: هو الفقيه الزاهد داود بن نصير الطائي، أبو سليمان الكوفي، ولد بعد المائة بسنوات.

 وعده أصحاب الطبقات من الطبقة الوسطى من أتباع التابعين، وروى له النسائي، وقال عنه ابن حجر: ثقة فقيه زاهد.

 من تعلم منهم وحدث عنهم:

روى عن إسماعيل بن أبي خالد، وحبيب بن أبي عمرة وحميد الطويل وسعد بن سعيد الأنصاري وسليمان الأعمش، وعبد الملك بن عمير، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهشام بن عروة.

 أثر الآخرين فيه:

كان داود الطائي ممن له علم وفقه، وكان يختلف إلى أبي حنيفة حتى نفذ في ذلك الكلام، قال: فأخذ حصاة فحذف بها إنسانًا فقال له: يا أبا سليمان، طال لسانك وطالت يدك، فاختلف بعد ذلك سنة لا يسأل ولا يجيب.

من ملامح شخصيته: عبادته:

تُحدِث جارته أم سعيد عن عبادته فتقول: كان بيننا وبين داود الطائي جدار قصير، فكنت أسمع حنينه عامة الليل لا يهدأ، وربما ترنم في السحر بالقرآن، فأرى أن جميع النعيم قد جمع في ترنمه وكان لا يسرج عليه.

 زهده:

ويقول حفص الجعفي عن زهده في الدنيا واستغناءه عنها: ورث داود الطائي من أمه أربع مئة درهم فمكث يتقوت بها ثلاثين عاما.

فلما نفذت جعل ينقض سقوف الدويرة فيبيعها. وقال عطاء بن مسلم: عاش داود عشرين سنة بثلاث مئة درهم.

وعن قبيصة قال: حدثني صاحب لنا أن امرأة من أهل داود الطائي صنعت ثريدة بسمن ثم بعثت بها إلى داود حين إفطاره مع جارية لها.

وكان بينها وبينهم رضاع، قالت الجارية: فأتيته بالقصعة فوضعتها بين يديه في الحجرة، فسعى ليأكل منها فجاء سائل فوقف على الباب، فقام فدفعها إليه وجلس معه على الباب حتى أكلها.

ثم دخل فغسل القصعة ثم عمد إلى تمر كان بين يديه، قالت الجارية: ظننت أنه كان أعده لعشائه فوضعه في القصعة ودفعها إلي.

وقال: أقرئيها السلام: قالت الجارية: ودفع إلى السائل ما جئناه به، ودفع إلينا ما أراد أن يفطر عليه، قالت: وأظنه ما بات إلا طاويا.

ويقول محمد بن بشر: دخلت على داود الطائي المسجد فصليت معه المغرب، ثم أخذ بيدي فدخلت معه البيت، فقام إلى دن له كبير فأخذ رغيفا منه يابسا فغمسه في الماء.

ثم قال: ادن فكل قلت: بارك الله لك فأفطر فقلت: يا أبا سليمان، لو أخذت شيئا من ملح، فسكت ساعة ثم قال: إن نفسي تنازعني ملحًا ولا ذاق داود ملحًا ما دام في الدنيا، قال: فما ذاقه حتى مات رحمه الله.

 وعن حماد بن أبي حنيفة قال: جئت داود الطائي والباب عليه مصفق فسمعته يقول: اشتهيت جزرًا فأطعمتك، ثم اشتهيت جزرًا وتمرًا، ليت أن لا تأكليه أبدًا، فاستأذنت وسلمت ودخلت فإذا هو يعاتب نفسه.

 أثره في الآخرين:

إن نفسًا تحمل بين جوانبها هذا الزهد، وتلك العبادة لخليق بها أن تعمل لنصح الآخرين، قال له رجل: أوصني فقال: اجعل الدنيا كيوم صمته.

واجعل فطرك الموت فكأن قد والسلام، قال: زدني قال: لا يراك الله عند ما نهاك عنه، ولا يفقدك عند ما أمرك به، قال: زدني قال: ارض باليسير مع سلامة دينك، كما رضي قوم بالكثير مع هلاك دينهم.

ويقول ظفر بن عبد الرحمن عم يحيى الحماني: قلت لداود: يا أبا سليمان، ما ترى في الرمي فإني أحب أن أتعلمه؟ قال: إن الرمي لحسن، ولكن هي أيامك فانظر بم تقطعها.

وعن الربيع الأعرج قال: أتيت داود الطائي وكان داود لا يخرج من منزله حتى يقول المؤذن قامت الصلاة فيخرج فيصلي، فإذا سلم الإمام أخذ نعله ودخل منزله.

فلما طال ذلك علي أدركته يومًا فقلت له: يا أبا سليمان، على رسلك فوقف لي، فقلت: يا أبا سليمان، أوصني قال: اتق الله.

وإن كان لك والدان فبرهما ثلاث مرات، ثم قال في الرابعة: ويحك صم الدنيا، واجعل الفطر موتك، واجتنب الناس غير تارك لجماعتهم.

وقال داود لسفيان ناصحًا له: إذا كنت تشرب الماء البارد، وتأكل اللذيذ الطيب، وتمشي في الظل الظليل، فمتى تحب الموت والقدوم على الله تعإلى؟ فبكى سفيان.

وعن ابن السماك قال: أوصاني أخي داود بوصية فقال لي: انظر أن لا يراك الله حيث نهاك، وأن لا يفقدك حيث أمرك، واستح في قربه منك وقدرته عليك.

من كلماته:

قال: كفى باليقين زهدًا، وكفى بالعلم عبادة، وكفى بالعبادة شغلًا.

وقال: الزاهد في الدنيا لا يحب البقاء فيها، وأفضل الأعمال الرضا عن الله، ولا ينبغي للمسلم أن يحزن للمصيبة؛ لأنه يعلم أن لكل مصيبة ثوابًا والله تعإلى أعلم بالصواب.

وفاته:

يقول حفص بن عمر الجعفي: اشتكى داود الطائي أيامًا، وكان سبب علته أنه مر بآية فيها ذكر النار فكررها مرارًا في ليلته فأصبح مريضًا.

فوجدوه قد مات ورأسه على لبنة ففتحوا باب الدار ودخل ناس من إخوانه وجيرانه ومعهم ابن السماك، فلما نظر إلى رأسه قال: يا داود فضحت القراء فلما حملوه إلى قبره خرج في جنازته خلق كثير.

حتى خرج ذوات الخدور فقال ابن السماك يا داود: سجنت نفسك قبل أن تسجن وحاسبت نفسك قبل أن تحاسب.

فاليوم ترى ثواب ما كنت ترجو، وله كنت تنصب وتعمل، فقال أبو بكر بن عياش وهو على شفير: القبر اللهم لا تكل داود إلى عمله، فأعجب الناس ما قال أبو بكر.

ومات سنة اثنتين وستين ومائة، وقيل: سنة خمس وستين ولم يخلف بالكوفة أحدًا مثله.

المصادر:

رواة التهذيبيين - سير أعلام النبلاء - تهذيب الكمال - تاريخ بغداد - حلية الأولياء - البيان والتبيين - أحكام القرآن للجصاص.

المصدر: موقع قصة الإسلام